تشاؤل : "شناص" .. هذه المرة

بسم الله الرحمن الرحيم

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد

تشاؤل : "شناص" .. هذه المرة

محمد بن سيف الرحبي

بين مفردتي هرمز وشناص فاصلة مكانية لا تجتاز ميناء السلطان قابوس.. إلا ميممة شطر الإبحار إلى مسندم.. وبين العبّارة / العبارة الأولى والثانية جملة من التفاصيل الجميلة التي يمكن حكايتها عن رحلة بحرية قادتني هذه المرة في المسافة الفاصلة بين الميناء والمحافظة، لكن على ظهر عبّارة شناص بعد أن زرتها سابقا مع العبّارة الأخرى هرمز. هذه حكايتي مع الأمكنة..

لا أزور مكانا إلا أن اللقاء الأول يقود إلى لقاءات لا تخطر فواصلها الزمنية على بالي أبدا، حدثت مع بلدانٍ أخرى كنت أحلم برؤيتها فإذا بي أذهب إليها خلال أشهر أكثر من مرة..

تكرر الأمر مع مسندم، لم أزرها في حياتي، قبل شهرين عرفت ما معنى اللقاء الأول، ما قيمة أن يكتشف المرء مكانا في بلاده كل فاصلة فيه لوحة من التشكيل البديع..

كأني للمرة الأولى أكتشف جبال مسندم، تلك التي لكل قطعة فيها لوحة فنية لا تتكرر في أماكن أخرى، على المسافر أن يقف أمام كل مئة متر ليلاحظ أن الإبداع هنا مختلف في سرياليته عن الإبداع في الجانب الآخر من نفس الجبل.. قطع متجاورة، أخرى تدفع بعضها مائلة، تقاطيع مدهشة كأنها مجتزئة من كعكة ضخمة، أتحدث عن جبالٍ لا عن أحجارٍ صغيرة. كأني للمرة الأولى أكتشف أن بحر مسندم لونه أخضر.. وإن أراد التشابه مع بقية بحار الدنيا فإنه يميل للزرقة تدريجيا.. كأني للتو أعرف بأن بحر مسندم يشبه المصلي في سكونه، بساطٌ مائي مفروش على مهل، كأن بالقادر على السير فوق سطح الماء يرى نفسه كأنه يسير على ذات السهل، فلا فرق بين المساحات المكانية الفاصلة بين الجبال في محافظة مسندم إلا طبيعة المكان، كأن البحر تداخل مع فواصل البر فملأها بالماء، أو كأن اليابسة أرادت التخفف من زرقة الماء أو خضرته، فتراجع البحر عنها ليكشف عن فواصل بين الجبال. هل هي مسندم التي رأيتها في المرة السابقة؟

غضضت الطرف عن زوار حصن خصب، أحسست أنه لا يليق بتاريخنا أن تدخله سائحة بنصف (شورت).. لم أهتم ببائع التذاكر وهو يأخذ رسوم الدخول مع أن غرف الحصن مظلمة حيث لا كهرباء في المدينة صباح الخميس. أردت - فقط - أن أرى المكان بتلك السحرية التي تسكن تفاصيله، بالبيوت الخمسة التي سكنت وراء الجبال من أجل عيون البحر لكنها بقيت في عيون الوطن ووصلتها خدمات الماء والكهرباء، والبيت الذي انعزل بضع مئات من الأمتار سارت إليه الأعمدة..

أردت فقط أن أقرأ الخلجان التي سار عليها قارب صغير وكأن كل بقعة من حولنا تدعونِ للدهشة المصنوعة بقدرة إلهية بالغة الروعة.. الدلافين المتراقصة كأنها تريد إبهارنا بالتجوال بين جبال تفصلها خلجان بسكينة الماء وإنصاته للطبيعة من حوله. الطيور البيضاء تتناثر فوق السطح الساكن للماء..

و(شناص) تسجل سبقا عالميا بتلك السرعة والإمتاع والخشوع في حضرة البحر، فكأنها تسير على شارع ممهد، وكانت في بالي كلمات رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للعبارات وهو يقول أن المشروع اجتماعي في المقام الأول.. تذكرته والعبّارة تفتح ذراعيها لرحلة بحرية غدا ستضم عشرات الطلبة من إحدى المدارس، ورأت الشركة أن تعرفهم على جزء مهم من بلدهم أجدى نفعا من رسوم تذكرة.. فمهما كانت الحجوزات كاملة على ظهر (العبّارة) فإنها أقل من تكلفة التشغيل، وما يتبعها من استضافة كاملة تقدم فيها المأكولات والمشروبات والحلويات مجانا.. ولمن يطلبها في كل حين.

لا نقول إلا مليون شكرا.. لصاحب اليد البيضاء صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم الذي وضع هذا المشروع من أجل الوطن والمواطن، أولا..وأخيرا.

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد

تسلم على النقل المتميز

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد
جزاكـ الله خير الجزاء على الأطروحه

ابو سجاد كتب:: تسلم على النقل المتميز

بسم الله الرحمن الرحيم

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً جزيلاً لكَ على المرور

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد

بحور الحزن كتب:: آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد
جزاكـ الله خير الجزاء على الأطروحه

بسم الله الرحمن الرحيم

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً جزيلاً لكِ بحور على المرور

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد