يجب علينا إلا نرى هذه الذكرى مجرد زمان للبكاء والتعزية إلا أن تنقضي هذه الأيام المحدودة , متناسين الهدف الأسمى من هذه الثورة , إذ قرر الحسين عليه السلام مبدأ هذه الثورة المقدسة وهو الإصلاح حيث قال في بعض خطبه (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ) ,وهذا الإصلاح قد تحقق بواسطة أعظم وسيلة للدفاع المشروع , الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , لقد وقف الحسين وقفته الخالدة الإصلاحية التي كانت و لا تزال مصدراً من أوفر المصادر حظاً بكل معاني الخير و الفضيلة و المثل العليا رافضاً الخنوع و الاستكانة لحكم ذلك الذئب الكاسر المتمثل في هيكل انسان يسميه الناس يزيداً ، و قدم دمه و دماء ذويه و إخوته و أنصاره قرباناً لله و للدين ليبقى حياً ما دامت الإنسانية تحتضن الأجيال على مدى العصور و بقي الحسين خالداً خلود الدهر بدفاعه عن كرامة الإنسان و حريته و عقيدته و بمواقفه التي أعلن فيها إن كرامة الإنسان فوق ميول الآخرين و لا سبيل لأحد عليها
فهنيئا للحاضرين لعزاه وهنيئا للباكين عليه وهنئيا لمن شملتهم رحمته ورضاه , اللهم احشرنا مع الحسين (ع)