الغايات .. مبتغى بعيد

الغايات .. مبتغى بعيد

بسم الله الرحمن الرحيم

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد

الغايات .. مبتغى بعيد 0ahmed_s_flahi

"أحمد الفلاحي"

في حياتنا اليومية الكثير من العبر التي يمكن أن تكون دروسا مستفادة، ويمكن أن تكون محطات للانطلاق إلى مراحل من حياتنا اليومية، انطلاقات أكثر إشراقا لجوانبنا النفسية، وأكثراطمئنانا لما نحن نسعى إليه.
لأنه في كثير من الأحيان يتحرك احدنا مشرقا، ومغربا لأجل شيء ما قد لا يتبين كنهه في لحظته الراهنة، وتظل الحوافز الكامنة في النفس هي التي تحفز هذا الداخل لدينا للوصول إلى الغاية، أوالنتيجة التي نريد.
فطالب العلم – على سبيل المثال – يجهد نفسه فيما أتيح له من وسيلة، والوسيلة هي العلم، فما الذي يتمنى أن يصل إليه طالب العلم هذا، هل هو تحقيق منصب مادي كبير؟ هل تحقيق حياة أكثر رفاهية أكثر اتساعا؟ هل الوصول إلى درجة علمية معينة، وحتى هذه الدرجة التي يود الوصول إليها هل تخرج عن هذه الغايات التي تراوده في المراحل الأولى لعمر التجربة؟ هل يود الوصول إلى اختراع ينفع الإنسانية كلها؟ هل يود أن يسجل سبقا علميا لم يصل إليه احد من قبله، حتى يشار إليه بالبنان في لحظة تاريخية من حياته؟
كل هذه الرؤى واردة وقت المعركة القائمة بينه وبين نفسه عبر وسيلة العلم، وما ينطبق على مثال الطالب يمكن أن ينطبق على أمثلة كثيرة من الحياة التي نعيشها.
هذا السعي الذي لن يتبين احدنا كنهه في لحظة التفكير تلك، هو الحافز الفاعل لأن يواصل احدنا مسيرته، وإن اعترضته في لحظة زمنية معينة عراقيل قد تحد من انطلاقته نحو هذا الهدف، أو ذاك.
هناك من يرى أن "السعادة رحلة وليست محطة"، ومعنى هذا حتى وان حقق هذا الطالب الذي جرى عليه المثل، لن يحقق هذه السعادة مع تحقيق أي من الأهداف التي يسعى إليها، وبالتالي فسيظل لاهثا وراء هدف لن يتبين كنهه في لحظته تلك، والدليل انه لن يستقر على واقع معين من المستويات التي وصل إليها، "ولن يملأ فم ابن آدم إلا التراب".
السؤال: إلى أي مدى يمكن لأحدنا أن يقف عند مستوى معين من مستويات الحياة التي وصل إليها؟ أو من اللهاث الذي يقوم به؟ ، تبدو الإجابة صعبة، للتسليم الموجود أن الإنسان لن يقف عند حد معين، ولذلك هناك من يرى أنه لولا هذا الإلحاح من قبل الإنسان عن البحث عن حياة أكثر إشراقا مما هو عليه هو الذي أوصل الإنسان إلى هذا المستوى من الحياة الحديثة، ومن الاختراعات، ومن التقدم العلمي الكبير، والكبير جدا.
وعلى الرغم من هذه الحقيقة التي تؤصل احد حقائق الوجود لا يزال الإنسان غير سعيد، وتعاسته تنعكس على مجموعة من التصرفات التي تبدو على سطح الأرض، فلا يزال يقتل بلا رحمة، ويظلم بقسوة، ويسرق مال غيره، ويكذب على من حوله، ويغتال نفسه، ويحتل آخرين وان كانوا بعيدين عنه لا ينافسونه على شيء، ويدمر البيئة من حوله، ولا يهمه إن دمر كل شيء من اجل الوصول إلى الشيء الذي يريده، ولن يصل إلى غاية، لأن الغايات تنسل هاربة كلما أوغل احدنا في تطبيع ذاته للحياة المادية.
هناك من يقول: "إن الحياة في دواخل أنفسنا، وهي أكثر بكثير من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا، بل هي أن نساعد الآخرين"، نعم أن نساعد الآخرين لتحقيق حياة أخرى لهم، ولكن حتى هؤلاء الآخرين لن يعترفوا لنا بشيء من الفضل إن هم جنحت بهم الحياة نحو تحقيق غايات اكبر مما حققناه لهم في يوم من الأيام، وهذه حقيقة ليس فيها مواربة.
الآخرون قد يشاطروننا ألم اللحظة الأولى، ولكن لن يقفوا لمراقبة سقوطنا مرات، ومرات، وبالتالي فمن ليس عنده الروح التي تستوعب الصدمات التي تأتيه من الآخرين، ولو اقرب الناس إليه، عليه أن يكتفي بمشاهدة المنظر من بعيد، ولا يزج نفسه خارجا عن قناعاته التي يؤمن بها، لأن في وقوفه كل مرة يحمله ألم النفس، وألم النفس صعب، صعب للغاية.

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد

احمد
تشكر على النقل البجيد

شكرااااااا جزيلا لك احمد انت مبدع ..............

ابو سجاد كتب:: احمد
تشكر على النقل البجيد

بسم الله الرحمن الرحيم

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باركَ الله فيكَ أخي الكريم أبو سجاد

وحشركَ معَ نبيهِ وآلِ بيتهِ الأطهار عليهم جميعاً أفضل الصلاةِ والسلام

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد

بنت لوى كتب:: شكرااااااا جزيلا لك احمد انت مبدع ..............

بسم الله الرحمن الرحيم

آللهمَ رصل على محمد وآلِ محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعجز اللسان عن شكركِ اختي الموالية

لا عدمنا الله من رقة حديثك

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد