بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد
حياة السيدة زينب عليها السلام
لقد فقدت السيدة العقيلة زينب الكبرى, جدها العظيم صلوات الله و سلامه عليه وهي بنت خمس سنوات, ثم فقدت أمها البتول الزهراء سلام الله عليها , بعد ذلك بشهور قليلة لا تتجاوز الستة, فحزنت لفقدهما حزناً شديداً اليماً, ولكنه حزن المؤمنين الصابرين, فعملت بوصية أمها السيدة فاطمة الزهراء وهي على فراش الموت, وذلك بأن تصحب أخويها السبطين الكريمين الحسن والحسين عليهما السلام , وأن ترعاهما, وأن تكون لهما من بعدها أما, رغم أنها تصغرهما بقليل.
فكان لهذه المسؤولية التي ألقيت على عاتقها في تلك السن المبكرة, أن أصبحت أنضج ادراكاً وأرهف حساً, فبدت في بيت أبيها الامام علي عليه السلام ذات مكانة أكبر من سنها, صقلتها الأحداث وهيأتها لأن تشغل مكان أمها الراحلة الكريمة, فكانت للسبطين الكريمين وشقيقتيها أم كلثوم ورقية, أماً لا تنقصها عاطفة الأمومة بكل ما فيها من حنو وايثار, وان كان ينقصها التجربة والاختبار.
وما أن أينعت السيدة العقيلة الطاهرة وشبت وجاوزت حد الصغر, حتى طلب زواجها الكثيرون من أعظم بيوتات المسلمين, وكان من بينهم عبد الله بن جعفر, فقبل الامام علي عليه السلام أن يزوجها من عبد الله بن جعفر, فهو ابن شقيقه جعفر بن أبي طالب, أحد السابقين الى الاسلام.
وقد كان عبد الله بن جعفر كريماً جواداً سخياً, وكان يقال له قطب السخاء, وبحر الجود, اذ كان من أوائل الأجواد في الاسلام. وكان من ايسر بني هاشم وأغناهم.
ولقد كان لعبد الله بن جعفر من السؤدد والمجد والفصاحة والبلاغة, ما لم يكن لكثيرين غيره.
فكانت السيدة العقيلة زينب مع زوجها عبد الله بن جعفر أكمل سيدة ضمتها أسعد دار وأهنأ بيت.
وقد خلف عبد الله بن جعفر من السيدة العقيلة زينب عليها السلام : علياً, ومحمداً, وعوناً الاكبر, وعباساً, وأم كلثوم على المشهور.
واما عون الاكبر ومحمد فهما من شهداء الطف قتل في حملة آل ابي طالب وهما مدفونان مع آل ابي طالب بكربلاء.
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد