هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آللهمَ صل على فاطمةَ وأبيها، وبعلِها وبنيها، والسرُ المستودعُ فيها، بعدد ما أحاطَ بهِ علمُكَ، وأحصاهُ كِتابُك
تعلن إدارة موقع ومنتديات نور الزهراء عليها السلام عن حاجتها لمشرفين وإداريين ومراسليين صحفيين في مختلف الدول من الجنسين ، فعلى من يرى لديهِ القدرة والرغبة أن يراسل المدير العام أو مشرفة المنتديات التخصيية
أحمد المعمري خادم الحُسينِ عليهِ السلام [ ألمدير العام ]
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 1376 العمر : 48 التسجيل : 07/02/2010 المهنة : نجار التفاعل : 57223 المزاج : أحمد الله على كلِ الأحوال
موضوع: تاريخ الشيعة في عُمان الإثنين 15 فبراير 2010 - 1:30
تاريخ الشيعة في عُمان
بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد
يتواجد الشيعة في عُمان منذ فترة طويلة من التاريخ وتشير بعض المصادر إلى أن الشيعة كانوا موجودين في عُمان لكنهم نزحوا عنها بعد واقعة وقعت بينهم وبين الخوارج يذكر ذلك السيد بحر العلوم في كتاب (الرجال) في ترجمة الفقيه ابن أبي عقيل العُماني. يقول العلامة محمد حسين المظفر في كتابه (تاريخ الشيعة) أن التشيع يرافق الإسلام كلما دخل مصراً أو خيّم على قارة ، وهذه الحقيقة قد تجلت في عُمان بناءً على هذه الأدلة أن عُمان كانت من البلاد التي امتنعت عن دفع الزكاة للخليفة الأول بعد الرسول –صلى الله عليه وآله- وق ذكر ذلك العديد من المؤرخين ، وإذا سلمنا بأن الردة –حسبما يطلق عليها المؤرخون – لم تكن في مجملها ردة عن الدين وإنما تميزاً للأوضاع القائمة، كما يذكر ذلك الإمام شرف الدين ، ومع وضع حادثة مالك بن نويرة مع خالد بن الوليد في اعتبار يثبت لدينا بدليل قوي إن امتناع عُمان عن دفع الزكاة وخاصة (الأجزاء الشمالية منها) كانت ثبوتاً على وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه الصلاة والسلام وموالاةً له ، ويقال أن عُمان بعد أن أخذت حظها من الردة -حسب المصطلح المتداول- فإنها سرعان ما أعلنت توبتها ، ولعل هذا أيضاً دليل آخر على إتباع العُمانيين الأوائل لخط الإمام علي عليه الصلاة والسلام وهو المحافظة على المصلحة العليا للدين الحنيف بدل الدخول في خطية عمياء ليس لها آخر. ومن هنا نستطيع أن نتعرف على مدى تغلغل التشيع في بادئ الأمر داخل نفوس العُمانيين والسبب لم تكن لتؤثر في موقف التشيع في عُمان لولا أن هذه الهجرة قد تحولت إلى استقرار في البلاد المهاجر إليها دون رجعة مما أضعف موقف الشيعة الذين قلت أعدادهم وضعفت معنوياً أمام المد المذهبي الآخر والنشط في تحركاته بين البصرة وعُمان ، وقد أتاح هذا الوضع للفريق الآخر أن يبلغ أقصى نشاطه في المناطق النائية البعيدة وأن يغلغل في أعماق البلاد التي يسكنها الذين لم يكونوا ليفطنوا فكرياً لما يدور حولهم في البلاد الإسلامية الأخرى –نظراً لوعورة التضاريس وصعوبة الحركة ، يفسر هذا أيضاً وجود الشيعة الدائم على أسوء دون المناطق الداخلية في البلاد فهذا على الانعزال ينطوي على جهل بمفاتيح الطرق الموصلة إلى المناطق الداخلية وإلى شيء من التقاعس الذي ربما أبداه الشيعة في السواحل لمنافسة المذاهب الأخرى للوصول إلى عقول العُمانيين في المناطق الداخلية. والحقيقة أن المتتبع لتاريخ الشيعة في عُمان والباحث عن ذلك يجد الكثير من الجهد في سبيله لتصيّد المعلومات وتحقيقها من المصادر التاريخية الموثوق بها وذلك لآن التاريخ العُماني قد كتب بأقلام مؤرخي الطوائف الإسلامية الأخرى غير الشيعة، وقد اهتم هؤلاء أكثر بتاريخ الأسر الحاكمة والمذاهب المسيطرة سياسياً وقد تجاهل دور وتاريخ الشيعة الذين كانوا يمثلون الأقلية ، ولم يكن هناك ثمة يذكر أو يكتب بأقلام مؤرخي الشيعة يمكن الرجوع إليها ، ولكن مع ذلك فهناك إشارة قليلة في كتاب التاريخ العُماني وبعض الكتب الأجنبية يمكن للباحث أن يستفيد منها ويستخلص بعض المعلومات المتفرقة حول دور الشيعة في عُمان رغم قلة هذه المعلومات. ويشير كتاب أصدرته وزارة الإعلام العُمانية بعنوان (عُمان اليوم) إلى الشيعة بأسطر قائلاً : ويكثر الشيعة في عًمان بين أهالي المدن الساحلية وخصوصاً بين التجّار كما يوجد فئة تسمى (خوجه أو لوتي) وهي فئة من الشيعة نشأت في مدينة حيدر أباد في السند وهي موجودة في مطرح منذ عدة أجيال وتعيش معظم أبناء هذه الطائفة في مدينة مستورة منفصلة ضمن مدينة مطرح ولها مسجدها الخاص على الشاطئ.. انتهى كلام مؤلف كتاب (عُمان اليوم) إصدار وزارة الإعلام العُمانية ، ونحن لسنا الآن بصدد مناقشة الأفكار وإلا فهناك مجال لمناقشة بعض ما أورده الكتاب المذكور. وهذه إشارة بسيطة إلى الشيعة في عُمان ويتكلم المؤلف هنا فقط عن شيعة (مطرح) وبالخصوص عن (قبيلة اللواتية) إلاّ أنه في الحقيقة أن الشيعة في عُمان الآن ينقسمون إلى ثلاث طوائف كبيرة وهم (اللواتية) والذين ذكرهم المؤلف والقبيلة الثانية هم من (العجم والبلوش) وهي المنحدرة من أصول إيرانية والقبيلة الرابعة هي (البحارنة) وينتمي أفرادها إلى البحرين والقطيف والإحساء ، ويرى صاحب كتاب (عُمان مسيراً ومصيراً) وهو من منشورات وزارة التراث والثقافة وزارة التراث والثقافة العُمانية –وزارة الثقافة الآن – ، إن قبيلة اللواتية هم أقدم من هاجر إلى عُمان فيقول أنه في عام 1869م كان يوجد في مدينة مطرح نحو ألف شخص من التجار المسلمين اللواتية غير أن عدد الذكور في هذه الطائفة لم يتجاوز المائتان والخمسون شخصاً ويضيف أن أفرادها كانوا في مدينة مطرح ويتعاطون الحرف التجارية .. وقد اعتنقوا من الشيعة الاثنا عشرية ، ويواصل المؤلف قائلاً : وأكبر جالية من هؤلاء كانت تقيم في مطرح ويصل عددها إلى 685 شخصاً يسكنون مسقط و107 أشخاص يسكنون الخابورة و34شخصاً يسكنون السويق و31 شخصاً يسكنون صور وهم جزء من شبكة من شبكة تجارية يتحكم كبار تجارهم في مصير المدينتين وقد كانت مهنة اللواتية في ذلك العصر التجارة والصناعة. وأما قبيلة (العجم والبلوش) ويطلق هذا اللقب في عُمان والخليج على أولئك المواطنين الذين ينحدرون من أصول إيرانية ولا شك أن قرب السواحل بين إيران وعُمان قد سهّل حركة الهجرة المتبادلة بين البلدين كان (العجم) قوماً متحضرين ذوي ثقافات متنوعة وقد كانت غالبيتهم من (بندر عباس) و(لار) و(رودون) و(راوند) و(بلوجستان) ويذكر أن لتدفق (العجم) صلة قوية بالعلاقات العُمانية الإيرانية آنذاك حيث أنهم يستطيعون الاستقرار دون عودة عقب مرة تصل فيها العلاقات ذروتها سلباً أو إيجاباً. ويوجد (العجم) في العاصمة مسقط ومطرح وضواحيها وفي الباطنة كما يوجد في مسندم وفي مدينة صور الساحلية، وتذكر الكثير من المصادر التاريخية عن العلاقات الطيبة وحسن الجوار والصداقة القائمة بين أئمة وسلاطين عُمان وبين الحكام الإيرانيين حتى وصلت إلى علاقات تجارية وعسكرية وسياسية في بعض الأحيان ولاشك أن هؤلاء الأفراد من قبيلة العجم قد جاء أجدادهم سابقاً إما مع الحملات العسكرية وإما أنهم كانوا تجار ينقلون البضائع بين موانئ عُمان وإيران، وحينما أعجبتهم عُمان استوطنوها، ويذكر مؤلف كتاب الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين أن سلطان عُمان السيد سعيد وهو جد السلطان قابوس حفظه الله لما احتاج إلى معونة عسكرية من حاكم إيران آنذاك بعث بوفد مكون من ولده سالم بن السيد سعيد ومن أحد القضاء العُمانيين واسمه ناصر بن سليمان العدوي ورجل من العجم المقيمين في مسقط ويسمى السيد موسى وهو موسوي المذهب ولعله قصد (موسوي النسب) أي من ذرية الإمام السابع موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام إلا أنه رجل ذو وقار وصدق وإنصاف، وقد أنجد الحاكم الإيراني السلطان سعيد بمعونة بلغت (4000) رجل وقد سبقت هذه الحملات حملات أخرى وكان الكثير من الإيرانيين يتخلفون في عُمان ويتزوجون منها وتوالدوا فيها كما تقدم وأصبحوا مواطنين لهم منازل وأحياء يعرفون بها ومساجد وحسينيات ومؤسسات خيرية كالأوقاف في أكثر مدن الباطنة وفي مسقط وأصبحت قبيلة العجم من أهم القبائل العُمانية الشيعية في عُمان وفيهم الأعيان ورجال الدولة. أما قبيلة (البحارنة): لقد أدت سياسات الحيف والجور التي اتبعها حكام وملوك الدولة العباسية وغيرها إلى نزوح الشيعة في الخليج من أطرافه الشمالية إلى الأطراف الجنوبية منه، وقد وقعت هذه الهجرات في الغالب من مناطق البحرين والإحساء والقطيف وخوزستان والبصرة فانتشر الشيعة في مراكز تضمن لهم الأمن بالبعد عن سطوة الدولة وسلطتها وتضمن لهم في ذات الوقت العيش الكريم وقد اختار الشيعة بحسن تفكيرهم وسعة أفقهم مناطق ساحلية لا تستطيع معها يد السلطات الجائرة أن تنال منهم في حين يستطيعون من خلالها زيادة نفوذهم الاقتصادي عن طريق التجارة البحرية وممارسة فن الصيد والزراعة ومن أهم تلك المراكز كانت (دبي) وسواحل الباطنة وبعض سواحل قطر والإمارات العربية المتحدة. وفي عُمان كانت الحرية الذهبية التي يتمتع بها السكان من جميع الطوائف فرصة ذهبية لهؤلاء النازحين للاستقرار والعيش هناك وهذه القبيلة ما يزالون يمثلون قطاعاً كبيراً من أتباع المذهب الشيعي في البلاد وفي فترة تواجدهم لعبوا دوراً سياسياً واضحاً فقد كان منهم الوزراء والمستشارين والسفراء لأئمة وسلاطين عُمان حينئذِ، وأول ذكر للشيعة البحارنة في كتب التاريخ العُماني ما يذكره ابن رزيق مؤلف كتاب (سيرة السادة البوسعيديين) إن الإمام سلطان بن أحمد بن سعيد غزا البحرين وفتحها وولى عليها ولده سالم بن سلطان وكان سالماً يومئذِ صغير السن فجعل معه الشيخ محمد بن خلف البحراني الشيعي بالبحرين وأمره عليهم وعلى ما كان بين العتوب والشيعة من العداوات والمنافرة نبذ العتوب العهد ونقضوا الميثاق فضيقوا على سالم وعلى أصحابه ومقامه يومئذِ بقلعة (عراد) ثم وقع الصلح على خروج الشيعي ومن معه من البحرين فخرج سالم ومحمد بن خلف إلى عُمان ويبدو أن محمد بن خلف هذا من كبار مستشاري سلطان عُمان آنذاك. كما تذكر كتب التاريخ أن أول سفير عُماني إلى الولايات المتحدة الأمريكية كان من جماعة الشيعة البحارنة، وكان اسمه الشيخ أحمد بن نعمان بن محسن الكعبي وكان يجيد اللغة الإنكليزية بطلاقة كما كان تاجراً ماهراً، وقد قام بتقسيم تركة السيد سعيد وتوزيعها على أولاده وورثته وقد عاش بعد ذلك في (ماليندي) في أفريقيا التي كانت جزءاً من الإمبراطورية العُمانية آنذاك، ويذكر مؤلف كتاب (البوسعيديون حكام زنجبار) من منشورات وزارة التراث والثقافة (وزارة الثقافة الآن) أن في عام 1861م بنى البيت الذي عُرٍف باسم (مأتم الشيعة) وهو بيت (أحمد بن نعمان ولكنه لم يستخدم مأتماً حتى وقت حكم السيد علي بن حمود وكان الشيخ أحمد بن نعمان زعيماً لقبائل الشيعة في شرق أفريقيا. ومن الشخصيات العُمانية المعروفة والتي كان لها دور في تاريخ الملاحة في الخليج هو الربّان المعروف (شهاب الدين أحمد بن ماجد) وكان هذا الربّان بالإضافة إلى شهرته كربّان كان من كبار المؤلفين في عُلوم البحار وله أكثر من كتاب أهمها كتاب (الفوائد في أصول البحر والقواعد) ويتضمن البحث عن أصول الملاحة وحجر المغناطيس ومنازل القمر والنجوم وعُرض بعض الثغور الموجودة على المحيط الهندي والبحر الصيني ومراحل ساحل الهند الغربية والجزر العشر الكبرى المشهورة وهي جزيرة العرب وجزيرة القمر وزنجبار وجزيرة البحرين ويتعرض الكتاب لذكر الرياح الموسمية في المحيط الهندي ويصف البحر الأحمر ومراسيه وأعماقه وصخوره ويقول مؤلف كتاب (ابن ماجد والبرتغال) أن مؤلفات ابن ماجد بلغت أكثر من ثلاثين مؤلفاً وكان من مؤلفات ابن ماجد المدققة للتاريخ أرجوزته السبعين من 305 أبيات سمّاها بذلك لأنها تضمنت سبعة علوم من علوم ر غير الفراسة وقد أتمّها بجلفار من عُمان وكان ذلك الإتمام يوم 18 من شهر ذي الحجة عام 1462 ويتساءل المؤلف عن سر اهتمام ابن ماجد بيوم 18 من ذي الحجة حيث أن أحمد بن ماجد كان يُنهي جميع أرجوزاته في يوم الغدير وحيث أن مؤلف الكتاب الكتّاب المغاربة يتساءل إن كان الأمر يتعلق حقيقة بميول شيعية لدى ابن ماجد ،وقد كتب أحمد بن ماجد أرجوزته كاملة باسم الإمام علي عليه السلام أورد فيها كثيراً من أخلاق وفضائل الإمام علي عليه السلام وقد سمّى هذه الأرجوزة (فلكية عن أسد الله المظفر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام) وقد ذكر مؤلف الكتاب ن ابن ماجد كان يُنهي جميع أرجوزاته في يوم الغدير كما كان يبدأ جميع رحلاته بما أطلق عليه (حزب البحر) وهو مجموعة من التوسلات والأدعية التي يدعو الله بها للتحصن والتعوذ من القراصنة الكفّار الذين كانوا يسطون على السفن وقد ذكر المؤلف مثالاُ واحداً على ختم أرجوزاته التي يقول فيها:
تم بشهر الحج من جلفار أوطان أسد البحر في الأقطار يـوم الغدير أبـرك الأيام إذ خص بالإحسان الصيام (1)
ومن رجال الشيعة في عُمان الخليل بن أحمد الفراهيدي الودامي وهو أستاذ سيبويه ومخترع علم (العروض) ولد في عُمان في حي يقال له فراهيد وقيل في قرية (ودام) وكان من أهل عُمان كما يقول مؤلف كتاب (عبقري من البصرة) الخليل بن أحمد عربي أزدي من حي يقال له فراهيد وكان من أهل عُمان وكانت الخارجية رأي قومه وقد انتقل مع أهله صغيراً وسكن ظاهر البصرة وشب وهو خارجي إباضي إلى أن لقي أيوب ابن أبي تميمة السختياني فقيه البصرة، ومحدثها فتأثر به كما تحدث الخليل هو عن نفسه (قال قدمت من عُمان ورأيِ رأي الصفريين نجلت إلى أيوب ابن أبي تميمة السختياني فسمعته يقول )إذا أردت أن تعلم علم أستاذك فجالس غيره فظننت أنه يعنيني ونفعني الله به) أما رأيِ علمائنا فيه فقد قال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة قال في كتاب الخلاصة الخليل بن أحمد أفضل الناس في الأدب وقوله حجة فيه واخترع علم العروض وفضله أشهر من أن يذكر وكان إمامي المذهب وعن إدريس في مستطرف السرائر أنه عدة من كبار أصحابنا ،وفي كتاب رياض العلماء قال الخليل بن أحمد على ما قاله الأصحاب من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ويروى عنه، والخليل جليل القدر عظيم الشأن أفضل الناس في علم الأدب وكان إمامي المذهب وكان في عصر مولانا الصادق عليه السلام بل الباقر عليه السلام وكان إماماً في علم النحو واللغة وكان الخليل رجلاً صالحاً عالماً حليماً وقوراً حسن الكلام وقال الشيخ البهائي في حواشي الخلاصة أن الخليل كان من أزهد الناس وأرفعهم نفساً وكان الملوك يقصدونه ويبذلون له فلا يقبل وكان يحج سنة ويغزو سنة. من علماء الشيعة في عُمان ابن أبي عقيل العُماني ويلقبان هو وابن الجنيد (بالقديمين) وقيل أنه أول من قال بالاجتهاد كذا في كتاب الأوليات وله ترجمة لطيفة وتحقيق في هل (أنه العُماني أو العَماني) توجد في كتاب رجال السيد بحر العلوم. كما أن من علمائهم المتأخرين حجة الإسلام الشيخ علي بن عبد الله الستري وقد نزح إلى عُمان من البحرين وبقي فيها ٍوأنجب ويقال أنه تشيع على جماعة من الناس، وله مؤلفات يوجد منها كتاب (منار الهدى) في الإمامة وكتاب (لسان الصدق) في الرد على النصارى وكتاب (قامعة الباطل) وكتاب (المسائل المسقطية) وكتاب (رسالة عملية) ومن العلماء أيضاً الشيخ أحمد بن سرحان العصفور ولم أعلم على ذكر شي من مؤلفاته إلا كتاب (مناسك الحج) ومن أدباء الشيعة الشاعر السيد إسماعيل الحميري وهو مولود في عُمان كما هو مذكور في ديوانه وغيرهم كثير كصعصعة بن صوحان العبدي وزيد بن صعصعة العبدي.
الشيعة اليوم :
يعد الشيعة اليوم من القوى المؤثرة في المجتمع العُماني وقد وضعتم قيادتهم بأنهم (مواطنون أنقياء صالحون) فهم ولله الحمد يتسنون مناصب حكومية كبرى فمنهم الوكلاء والمدراء ومدراء عموم ويمكن أن يكون فيهم الوزراء ومنهم رؤساء الأقسام والإداريون ومنهم قادة الجيش والشرطة وفي كل المواقع الهامة في الدولة وهم في هذا يعاملون على قدم المساواة مع بقية الطوائف الأخرى في الدولة، ويتواجدون في مواقع ومدن مختلفة- مسقط – ومطرح – والخوض – وبركاء – والمصنعة – والسويق – والخابورة – وصحم – وصحار – ولوى – ومسندم- وعدد القرى التي يتواجدون فيها الشيعة عشرون قرية وجميعها تقع على الشريط الساحلي لعُمان على طول أربعمائة كيلومتر ، ولهم الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم الدينية والمذهبية ولا يزال بين ظهرانيهم رجال من العلماء للإرشاد والتعليم والتوعية لأحكام الدين الحنيف، ويفد عليهم من خارج البلاد كثير من رجال العلم وأرباب المنابر الحسينية سوى المقيمين عندهم والجميع يقضون الزمن الكثير في ساحاتهم في دعة وأمان ، وبموجب إحصائياتنا التقريبية لعدد الشيعة اليوم يصل إلى 30.000 نسمة وعدد مساجدهم ما يقارب 30 مسجداً وعدد حسينياتهم ما يقرب من 59 حسينية. أما الناحية الاقتصادية فيأتي الشيعة في قمة الهرم الاقتصادي في البلاد حيث يمتلك أفراد هذه الطائفة الكثير من المشروعات الصناعية والشركات والأعمال الفردية، كما أن الطائفة الشيعية تعتبر من الناحية الثقافية متقدمة في العطاء والمشاركة فهناك نسبة من الأذكياء والخريجين الذين تصدّوا قوائم المدارس وبرزوا في المجالات العلمية والتربوية والأدبية وقد واصل الكثير منهم دراساتهم العليا ولهم دور كبير في وضع اللبنة الثقافية في البلاد. ويوجد هناك الكثير من التداخل بين المذاهب الأخرى والشيعة وتوجد علاقات طيبة وأخوية بين الشيعة وبين الأخوة من المذاهب الأخرى ولا يعيش الشيعة معزولون عن إخوانهم من السنة والإباضية بل بالعكس هم مفتحين على كافة المذاهب وقد تدور في بعض الأحيان محاورات ومناقشات مذهبية ولكنها لا تعدو روح التفاهم والرغبة في الإطلاع والتعرف على حقيقة المذهب الشيعي. ويمكن أن نلاحظ كثيراً من التأثرات المتبادلة وخصوصاً من الفكر الشيعي في مؤلفات الأخوة من المذاهب الأخرى، ففي كتاب الفتح المبين في سيرة البوسعيديين أكثر من نص من فكر الشيعة الديني ففي صفحة 360 يوجد نص كامل من الصحيفة السجّادية ومن أدعية الإمام زين العابدين عليه السلام وكذلك هناك أكثر من قصيدة قيلت في مدح أهل البيت عليه السلام على ألسنة شعراء المذهب الإباضي فهذا الشاعر الجليل السيد هلال بن بدر البوسعيدي يقول في إحدى قصائده :
روّع الكون أرضه والسماء * يوم ضحت بخطبها كربلاء يا لخطب من دونه كل خطب * ومصاب قد عز فيه العزاء لبس الدهر فيه ثوب حداد * فهو والدهر ماله أنضاء ليت شعري وهل يبلغني الشعر * مقاماً يجود فيه الرثاء إنما غايتي رثاء إمام * يقصر الشعر عنه والشعراء سبط خير الأنام والصفوة الكبرى * أبوه وأمه الزهراء بطل حازم أبي كمي * أريحي منزه وضاء (2)
والقصيدة طويلة وهناك قصائد أخرى ويوجد الكثير من أمثال هذا الشعر وهذه التأثيرات الموجودة في كتبهم ولكن لا الوقت ولا المقام يفي بعرض جميع ذلك ، ونكتفي بهذا القدر من هذا العرض الموجز لتاريخ الشيعة والتشيّع وجهودهم الفكرية والحضارية في الماضي والحاضر في عُمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)- يوم الغدير يوم رائد الملاحة العربية. بقلم: د.عبد الهادي التازي "الموسم:العدد7 ص785". (2)- للسيد هلال البوسعيدي قصيدتان في الحسين عليه السلام "نصهما في الموسم: العدد12 ص256" المصدر: تاريخ الشيعة في عُمان للسيد شرف الموسوي مجلة الموسم العددان(23-24)(1995م-1416هـ) من صفحة 449 إلى 454، صاحبها محمد سعيد الطريحي هولندا المركز الوثائقي لتراث أهل البيت عليهم السلام أكاديمية الكوفة.
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد
ابو سجاد [ إداري سابق ]
رقم العضوية : 13 عدد المساهمات : 1705 العمر : 31 التسجيل : 06/07/2010 المهنة : طالب
التفاعل : 55888 المزاج : متفائل
موضوع: رد: تاريخ الشيعة في عُمان الأحد 18 يوليو 2010 - 6:51
تشكر اخي على النقل
أحمد المعمري خادم الحُسينِ عليهِ السلام [ ألمدير العام ]
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 1376 العمر : 48 التسجيل : 07/02/2010 المهنة : نجار التفاعل : 57223 المزاج : أحمد الله على كلِ الأحوال
موضوع: رد: تاريخ الشيعة في عُمان السبت 24 يوليو 2010 - 15:25