ابن علوي: علاقاتنا مبنية على الحوار

* بدر البوسعيدي: برنامج الطاقة النووية في طور الدراسات وهو طويل المدى ويتطلب الكثير من الدراسات المتعمقة.

* ميزانية دائرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خمسة بلايين يورو والجامعة العربية بأكملها 60 مليون دولار فقط.

* عمان تقدر الدور المهم الذي تقوم به وسائل الإعلام في التعريف بسياستها في إطارها الوطني والإقليمي والدولي. مسقط - محمود بن سعيد العوفي

أكد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي بن عبدالله أن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- يحرص دوما أن يرى الأشقاء وقد تغلبوا على خلافاتهم التي عادة ما تكون أسبابها بسيطة ويمكن حلها، وإن مرتكزات سياسة السلطنة في علاقاتها مع دول العالم تقوم على أساس الحوار والاحترام المتبادل. موضحاً معاليه أن السلطنة تقدر الدور المهم الذي تقوم به وسائل الإعلام في التعريف بسياسة السلطنة في إطارها الوطني والإقليمي والدولي قائلا إن وسائل الإعلام المختلفة هي خير وسيلة يستجيب لها الرأي العام في نقلها للحقيقة والمصداقية التي حرصت حكومة السلطنة عليها دوما.

مشيراً معاليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بالمعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية أمام الصحفيين الذين شاركوا في دورة الانعقاد السنوي لمجلس عمان بحضور أمين عام وزارة الخارجية معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وصاحبي السعادة وكيلي وزارة الخارجية وعدد من أصحاب السعادة السفراء ورؤساء الدوائر بوزارة الخارجية، إلى أن هناك العديد من الموضوعات التي تجعل المشاهد والمستمع يشعر بالاطمئنان والسعادة مثل الإنجازات العلمية والتطورات التنموية، كما أن هناك موضوعات تزعجه كالحروب والدمار والنزاعات بين الشعوب.

وقال معاليه إن المبادرة التي قامت بها السلطنة للصحفية سارة جاءت من ناحية إنسانية في المقام الأول وليست مجرد وساطة كما أوجدت الرغبة المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي تسهلت الأمور في إخراج الصحفية من السجن أما بالنسبة لدفع المبلغ ليس عبارة عن تعويض لها لخروجها كما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة وإنما على الأنظمة القضائية الموجودة في إيران.

عرض الخلافات

وقال معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يجب على بعض الخلافات أن تعرض على مجلس الجامعة وهو بيت الجميع وهذا الذي نأمله وعندما تطرح بعض القضايا العربية على بساط البحث بالجامعة العربية لا نتردد في التصريح برأينا بكل إخلاص وبكل صدق لإخواننا، لكن بعض الأحيان يتم التوفيق وبعض الأحيان لا يتم لأسباب نفهمها وتأخذ وقتا إلى أن تصل إلى ما ينبغي أن تصل، ثم إننا لا نريد أن نقحم أنفسنا في كل شيء وهذه من ثوابت الأمور، ونحن لا نتردد في تبادل الآراء مع أشقائنا في كل شأن عندما يكون ذلك ممكناً ومقبولاً.

التعايش مع إيران

وحول مسألة التعايش مع إيران قال معاليه: إن إيران دولة كبرى وجارة ولديها حضارة عمرها أكثر من أربعة آلاف سنة وكانت في زمن من الأزمنة إمبراطورية ودولة غزت الروم وجاء ذكرها في القرآن وإن العالم المتقدم ينظر إليها من هذا المنظور، والسلطنة تسعى دائما إلى دعم استقرار المنطقة وتجنيبها كل أشكال التوتر.

موضحاً معاليه في سياق حديثه: أن العداء بين إيران والغرب مدته 30 سنة، ويقال إنها تحتضن الإرهاب والتطرف، هذا سمعناه، ونتحدث مع جيراننا الإيرانيين كلما كان هناك حديث ولكن لا يصل إلى نتيجة، ربما إنه غير موجود، أو نفعل شيئا غير موجود ربما يكون هكذا، ربما كل ينظر إلى تعريف التطرف من وجهة نظره هو، على سبيل المثال التعريفات، نحن في البلاد العربية والدول الإسلامية لا نعتذر ولا نقبل أن يعرفوا الفلسطينيين بأنهم إرهابيون بينما الغرب وكثير من دول العالم تعتقد أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي نوعاً من الإرهاب إلى درجة أن بعضهم اقتنعوا بهذا الأمر، فقضية التعرفات قضية مطاطة وبحسب مصلحة الطرف الذي يتحدث عنه فهذا الموضوع لا ينتهي إلى شيء.

وقد عرض الأمين العام للجامعة العربية فكرة إقامة حوار مع جيران العرب وإيران من ضمن جيرانهم، ومن الحوار يستطيع الإنسان أن يفهم موقف الآخر وأن يعطي موقفا دونما أي التزام بأي شيء وهذه المسألة ما زالت معروضة في الجامعة العربية وأعتقد أنه تم التوافق عليها، وستكون مفيدة ولن تكون متضررة، وسوف تستطيع هذه الفكرة أن تبدد الكثير من عدم الوضوح الذي نحن في شأنه.

نمط الحوار

يتم الحوار مع الذي تختلف معه وليس مع الذي لا تختلف معه وهذا ضروري للتعايش، ولا يمكن أن تتعايش مع الشريك أو الذي معك مصلحة معه إلا عن طريق الحوار، والفهم المشترك وبالتالي هذه المسألة ستظل تتراوح على هذا النمط إذا استطعنا أن نحقق قدراً من التقدم في هذا الجانب سيكون مردوداً لمصلحتنا، وعلى حسب علمي شخصيا أن الإيرانيين على استعداد في الدخول في مثل هذا الحوار ولكن ما زالت هناك بعض الجوانب البسيطة بعضها تتصف بالخصوصية، وأعتقد هناك من يرى أن هذه المسائل لا توضع على طاولة الحوار، وإنما تظل ذات طبيعة خصوصية إلى أن يتم حلها في تفاهم ثنائي نظراً لخصوصيتها ولكن المهم أن الروح السائدة في التعامل هو النظر إلى كيفية التغلب على مثل هذه المنغصات وليس النفخ فيها أو التفخيم.

النزعات المذهبية

وأضاف معاليه: هناك من يقول وأعتقد هذا القول فيه شيء من الحقيقة إن الذين يثيرون قضايا النزعة المذهبية، لهم مصالح في إقامة هذه النزعة ونرى أن هذه النزعة المذهبية التي هي الشيعة والسنة، الأصل هي مذاهب إسلامية، ونلاحظ أن هذه النزعات تأتي من الخارج كلما تعقدت المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين زادت هذه النزعات وكلما حدثت المفاوضات الفلسطينية والإسرائيلية لا أحد يتكلم عن هذه النزعات وفي الوقت الحاضر المفاوضات وصلت إلى الباب المسدود فظهرت هذه النزعات مرة أخرى فإذا كان أحد منا مدركا الأمر فسيستطيع أن يفهم، لماذا هذه النزعات؟ ولماذا تكون في ذلك اليوم؟ وبالتالي حتى يستطيعوا أن يلهونا بشيء.

الطاقة النووية

وحول برنامج السلطنة في كيفية الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية قال أمين عام وزارة الخارجية معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي إن هذا البرنامج في طور الدراسات وهو برنامج طويل المدى ويتطلب الكثير من الدراسات المتعمقة للاستفادة منه في أغراض التنمية بخاصة في مجالات البنية الأساسية المتصلة بالطاقة الكهربائية وإنتاج المياه والصحة والزراعة وحماية البيئة من التلوث.

وأوضح معاليه أن هذه المسألة تتطلب الكثير من التشريعات وتأهيل القدرات وأن السلطنة على صلة وعلاقة وثيقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا المجال.

مجلس التعاون الخليجي

وتحدث معالي يوسف بن علوي بن عبدالله خلال المؤتمر الصحفي عن العديد من القضايا وفي مقدمتها قضية الشرق الأوسط والنزاعات الإقليمية والدولية بالإضافة إلى علاقات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع إيران وقال: إن جميع هذه النزاعات لا يمكن أن يتم حلها دون اللجوء إلى الحوار وأنه يجب حل كافة الخلافات الداخلية أولا حتى يتم التغلب على النزاعات الأكبر والأهم.

ووصف معاليه علاقات دول مجلس التعاون الخليجى مع إيران بأنها جيدة وتشهد تعاونا مستمرا مؤكدا حرص السلطنة الدائم على تطوير علاقاتها السياسية ومصالحها الاقتصادية مع شعوب مختلف دول العالم بخاصة الدول العربية بهدف تحقيق المصالح الاقتصادية والاجتماعية المشتركة القائمة على الاحترام المتبادل الذى يحقق التعاون المشترك.

القمة الاستثنائية

وأشار معالي يوسف بن علوي في المؤتمر الصحفي إلى أن القمة الاستثنائية قررت دراسة موضوعات محددة وهي الموضوعات التي تم الاتفاق على دراستها في قمة سرت وتشكلت لأجلها قمة لجنة رئاسية خماسية، وأوصت بعدد من التوصيات، لكي تطرحها القمة الاستثنائية وهذه لها علاقة بتطوير العمل العربي المشترك، ونحن في السلطنة لا نستخدم كلمة إصلاحات وإنما تطوير، ما كان في الماضي الذي أنشئ في أواخر الأربعينيات كان الهدف الأصلي والأساسي وكيفية مقاومة إسرائيل وأنشئت الآليات والأجهزة لهذا الهدف، أما في العقود الأربعة الأخيرة أصبح الآن التركيز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وربط المصالح في البلدان العربية، وأنشئت منظمة التجارة العربية الكبرى، وجهود بذلت حتى تكون القمة العربية قمة دورية، والآن يحدث تحول واسع النطاق، وعندما أقول تفعيل أقول يخصص لجامعة الدول العربية أموال وبدون أموال لا تستطيع أن تفعل شيء، وميزانية جامعة الدول العربية الحالية بأكملها لا تزيد عن 60 مليون دولار في عالم لم يعد يُتكلم فيه عن المليون وإنما عن "البلايين"، وأعتقد أنه لا يمكن في ظل الأوضاع الحالية أن تعتمد الجامعة على تنفيذ ما أرادت القمة أن تحققه في التطوير إذا اعتمد على المساهمات التي تدفعها الدول العربية، مساهمات نسب، وعليها تداول في المرافق فهذا لا يمكن أن يمثل العرب في الدول العربية والدول العربية الآن تحدث الأهداف التي تريد أن تحققها في بعض الأحيان نريد أن نعمل كما يعمل الآخرون، فإذا قارنا بين الاتحاد الأوروبي، نجد فرقا كبيرا، إن ميزانية دائرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خمسة بلايين يورو سنوياً فأين الخمسة بلايين يورو في ستين مليون دولار، طبعاً الوسائل تختلف وأوروبا تعتمد على الضرائب، وسكانه 500 مليون نسمة وفي بلادنا العربية لا تجمع الضرائب من المواطنين إلا في الحالات النادرة، وكل الدول تجمع ضرائب الجمارك وبعض الدول تجمع ضرائب بسيطة من المواطنين، نقول الأحداث العربية للتطور والحياة أسس شرعية وأداة مهمة وينبغي أن تتحقق لكن ما زلنا في مرحلة لا بد أن نبحث وندرس ما هي الإمكانيات التي علينا أن نجتازها حتى نصل إلى تحقيق الأهداف المشتركة، والأهداف العربية المشتركة لا بد أن تتحقق، ولكن مع الزمن والتدرج في التطوير سنصل.

الوضع اللبناني

وقال معاليه إن لبنان جوهرة وتبقى جوهرة وأعتقد أن لبنان فيها الكثير من المسائل في خزينتها السياسية وكان آخرها ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باصطحاب الرئيس السوري بشار الأسد في رحلة غير مسبوقة إلى لبنان وكعرب استبشرنا بهذا المسعى الذي جمع اللبنانيين على المودة والاحترام وأعتقد أن تكون هذه خاتمة لمسار الطائف ومسار الدوحة وخاتمة هذه الزيارة الميمونة، وتصوري أن ما يقوم به اللبنايون الآن عليهم أن يراعوا مصلحة وطنهم، وتقسيمهم فريقا هنا وفريقا هناك بأسماء مختلفة لا يخدم مصلحة لبنان.

وفي اتفاق الدوحة يقتضي على اللبنانيين -وكان خيراً ما اتفقوا عليه- أنه في حال نشوب أي سوء فهم بينهم فإن رئيس الجمهورية هو من يحل بينهم، ورئيس الجمهورية عرف به من سعة صدر وبعد نظر ومعرفة، ونأمل أن يتجاوز لبنان هذه المحنة كما تجاوز سابقاتها.

مساندة اليمن

وأوضح الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية عن مساندة ودعم اليمن قائلاً: إن اليمن بالنسبة لنا خط أحمر نقف معه موقفاً مسانداً وهذه سياسة ثابتة للسلطنة ودعم لأشقائنا في اليمن لأن استقرار الأوضاع في اليمن أصبح استراتيجياً وبالتالي هذه الاستراتيجية تحتم علينا الوقوف معها، ونحن تعلمنا من تجاربنا خلال الأربعين عاماً أن الحكمة تقتضي كم أصبت من الضرر، بالإضافة إلى القضاء على الفتن والمخاطر الخارجية بأن نوحد أنفسنا وأن نقف صفاً مرصوصا وأعتقد أن الوحدة اليمنية مطلب أساسي يتمناه اليمنيون، نسأل الله أن ينجي اليمن من المخاطر.

قوة الخليج

وأشار معاليه إلى أن قوة التدخل السريع جاهزة وأن رئيس اللجنة العسكرية الأمين العام المساعد للجنة العسكرية ووزراء الدفاع وضعوا الخطط العسكرية البحتة في تركيبة هذه القوات وموقعها المملكة العربية السعودية وقال معاليه إن هذا المخطط يواجه عقبات في الإطار العسكري لكن تم التغلب عليها، وأسأل المولى جلت قدرته أن يجنب الخليج أي مكروه.


المصدر : جريدة الشبيبة