بسم الله الرحمن الرحيم
أليوم الثالثآللهمَ صل على محمد وآلِ محمد
وعجل فرجهم الشريف
آاللهمَ صل على فاطمةَ وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
عدد ما أحصاهُ علمك وأحاطَ بهِ كتابك
.
.
.
.في خضم هذه
الحياه وفي عرصات تلك الليالي والأيام
... يسقط
أناس ويبقى آخرون
...يسقط أناس مخلفين آهات وآلام
... مخلفين أنين وحنين
... تبقى
نفوس معلقة في هذه الحياة خاوية من العطف والحنان
... تفتقد إلى الحضن الدافيء والرعاية الأبوية
... تنظر من خلال نافذة الحياة إلى نفق مظلم لا تعلم متى يبزغ
النور بعد طول مسير وعناء كبير .
.
.
.
..
.
.
.الزمان : 6,30 مساءً
المكان : الجامع اوالمصلى كما يسميه البعض
الليلة : الجمعه الاخيره من شهر رمضان
.
.
.
.ألساعةُ الآن السادسة والنصف ..
والليلة ليلة الجمعة لا شك أن الجامع اكتض بالمصلين ولا مكان لي الآن ..
يبدوا انني سأحرم من صلاة الجماعة هذه الليله
يا الله إنها الليلة الأخيرة من شهر رمضان تباً للظرف الذي أعاقني
>> هذه تمتمات وصراع داخلي كان يجول بخاطري وانا في طريقي للجامع ..أتوقع أن بعضكم لديه حدس قوي وقد شعر الآن وقبل أن يكمل القراءة أن كل هذهِ التمتمات والصراع سيكون لاشيء أمام توفيق الله .
وصلت للجامع وبسرعة البرق سلمت الحذاء للكشوان ولم أنتظر الخادم ليعود ويعطيني الرقم
أردت الدخول للمصلى فأشارت لي أم علي حفظها الله >>
فتاة سورية مؤمنه تعمل وبشكل يومي على تنظيم صفوف المصلين وترتيبهم وخدمة المصلى بشكل عاام .. جزاها الله كل خيرالمهم اشارت اللي بكلتا يديها أن لامكان شاغر هنا توجهي للطابق العلوي ..
صعدت للدور الثاني وإذا الزحمه نفسها .. وقفت حائرةً لعل هناكَ بارقةُ أمل تخطفني من هنا أو هناك ...
اتسعت حدقتا عيناي إذ بي أرى يد صغيره تشير إلي من وسطِ المصلى
وتنادي بصوتٍ أكادُ لا أسمعه لولا الإرتباط الروحي اللذي بيننا
- خاله خاله تعالي هنا
>> وهي تشير بيدها لأتقدمارتسمت الابتسامة بل كدتُ أطيرُ فرحاً لأنني حينها قررت أن أصلي على حافة الدرج ولا أفوت صلاة الجماعة .
تخطيت النساء واحدةً تلوَ الآخرى حتى وصلتُ إلى صغيرتي
وما أجملها من لحظة وجدتها وقد وضعت لي تربتين لأنها رأتني دائماً أصلي على تربتين
فادهشتني قوة ملاحظتها ولم تنسى القرآن وكتاب ضياء الصالحين والمسباح
وقد وضعتهم إيذاناً منها أن هذا المكان محجوز ولا يحق لكن يانساء الجلوس فيه ..
!! ضممتها طويلاً ولم اشئ تركها لولا نداء قد قامت الصلاة ..
نزعتُ عبائتي ووضعتها بجانبي ولبست إحرام الصلاه فاستأذنتني عذاري قائلة :
- معليش خاله ألبس عبايتك ؟
- أشرتُ إليها بابتسامة الرضا والقبول .. ففهمتها ولبست العباية وجلست إلى أن انتهينا من الصلاة ..
- عذاري متى اتيت الى هنا ؟
- امممم .. من زمان أنا جنت بالمصلى تحت انتظرك .. لما ماجيتي طردوني قالت لي المره إنتي ماتصلين روحي بره .. وجيت فوق انتظرك وحطيت التربه عشان مايجلسون هنانا
>> ياللعجب .. سبحان الله، الآن أدركت الحكمة من تأخيري والحكمة من ازدحام المكان ومنعي من الدخول .. عادةً أم علي لما ترى واحدةً تدخل المصلى تعمل المستحيل حتى تجد مكان لها .الان بدأ القارئ بدعاء كميل فـأشرتُ على عذاري بالصمت إلى أن ينتهي من القراءة
فاعطيتها الجوال حتى تتسلى به ولأنها كثير ماتراني التقط الصورطلبت مني أن تستخدم الكاميرة في التصوير
فسمحت لها على أن لاتصور وجوه النساء مع العلم أن الجميع وجوههن للأمام
فاختارت كاميرة الفديوا ووجدتها فرصة ان تسجل لي دعاء كميل حتى يبقى للذكرى من مصلى السيده زينب عليها سلام الله .
مرت ساعات الدعاء والمناجاة سريعه لم أشعر إلا وصغيرتي نائمة متوسدة احدى رجلي وتبدوا آثار الدموع بعينيها ..
أيقظتها من النوم ومسحت دموعها وسألتها
- مابكِ حبيبتي ؟
- أنا كنت ابكي على أمي
>> ولعلها رأت الجميع يبكي ثناء الدعاء وهي لاتعرف سبب البكاء ولا عندها سبب يبكيها إلا ذكرى فراق أمها ويتمها..!!كم أشتاقُ إليكِ صغيرتي
خالص الدعاء لكم
يتبع إن شاء الله>>>للهمَ صل على محمد وآلِ محمد