بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمدرد سماحة الشيخ "حسن بن عبدالله العجمي" على ابن تيمية حولَ مزاعمهِ بخصوص حديث "يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك..."قال ابن تيمية في كتابه منهاج السنة 4/248- 249 :
( وأما قوله ورووا جميعا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك فهذا كذب منه ما رووا هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف هذا في شيء من كتب الحديث المعروفة ولا له إسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم لا صحيح ولا حسن ) ويقول شيخنا الجليل : بل الكذب قول ابن تيمية فهذا الحديث مروي بسند صحيح وحسن وقد أخرجه جماعة من علماء أهل السنة وهو مخرج في العديد من الكتب المعروفة ، فقد رواه الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيحن 3/167 فقال :
( حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري وأخبرنا محمد بن علي بن دحيم بالكوفة ، حدثنا أحمد بن حاتم بن أبي غرزة ، قالا : حدثنا عبد الله محمد بن سالم ، حدثنا حسين بن زيد بن علي عن عمر بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)
ثم قال : ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )
وأبو بكر الشيباني في الآحاد والمثاني 5/363 فقال :
( حدثنا عبد الله بن سالم المفلوج وكان من خيار الناس ، نا حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن عمر بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين بن علي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لفاطمة رضي الله عنها: ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ) .
وابن غطريف في جزء ابن غطريف صفحة 78 فقال :
( حدثنا عمر بن محمد الكاغدى حدثنا أبو عبيد بن أبى السفر حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم حدثنا الحسين بن زيد عن عمر بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن علي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ) .
وعبد الكريم القزويني في التدوين في أخبار قزوين 3 / 11 فقال :
( حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي ، حدثنا عبد الله بن سالم الكوفي ، حدثنا حسين بن زيد ، عن علي بن عمر بن علي ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن حسين بن علي عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا فاطمة : إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ) .
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 3/156 .
وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد 17/203.
والدولابي في الذرية الطاهرة صفحة 120 .
ورواه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير22/401 فقال : ( حدثنا بِشْرُ بن مُوسَى ومُحَمَّدُ بن عبد اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ قَالا ثنا عبد اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن سَالِمٍ الْقَزَّازُ قال ثنا حُسَيْنُ بن زَيْدِ بن عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بن عُمَرَ بن عَلِيٍّ عن جَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ عن أبيه عن عَلِيِّ بن الْحُسَيْنِ عَنِ الْحُسَيْنِ بن عَلِيٍّ عن عَلِيٍّ قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لِفَاطِمَةَ : أن اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرَضَاكِ ) .
ورجال هذا الحديث كلهم من الثقات ، فالطبراني من الحفاظ الثقات عند أهل السنة ، وهو روى الحديث عن بشر بن موسى ومحمد بن عبد الله الحضرمي وكلاهما ثقة ، وهما روياه عن عبد الله بن محمد بن سالم = (عبد الله بن سالم )، وهو ثقة ، وهو رواه عن حسين بن زيد بن علي وعلي بن عمر بن علي ، أما علي بن عمر بن علي فوثقه ابن حبان فقد ذكره في ثقاته 8/456 وقال : ( يعتبر حديثه من غير رواية أولاده عنه ) ، أما الحسين بن زيد بن علي ، فقد وثقه الدارقطني ، وقال الذهبي عنه بأنه منكر الحديث ، وقال أبو حاتم تعرف وتنكر ، وقال الذهبي في الكاشف : ( ومشاه ابن عدي ) ، وقد ابن حجر في التقريب : ( صدوق ربما أخطأ ) ، وقال علي بن المديني : ( فيه ضعف ) وقال ابن معين : ( ليس بشيء ) ، وفوق هذا فقد صحح الحاكم رواية : ( إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ) وفي سندها علي بن عمر بن علي وحسين بن زيد بن علي ، فقد رواها بسنده عن عبد الله بن سالم = ( عبد الله بن محمد بن سالم ) عن الحسين بن زيد بن علي عن علي بن عمر بن علي ، وفي هذا دليل على أنهما من الثقات عنده ، والذهبي تعقب الحاكم بقوله : ( حسين بن زيد منكر الحديث ) ولم يطعن في علي بن عمر بن علي ، وعليه فالرواية صحيحة حتى لو قلنا بضعف الحسين بن زيد ، كيف وهو ممن يصلح في المتابعات والشواهد ... أما بقية رجال السند فهم من الثقات عند أهل السنة ، فجعفر بن محمد ثقة ، وأبوه محمد بن علي الباقر ثقة ، وعلي بن الحسين زين العابدين ثقة ، والحسين بن علي صاحبي ، وعلي بن أبي طالب صحابي .
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/203 وقال : ( رواه الطبراني وإسناده حسن ) .
ومما قدمناه يتضح كذب ابن تيمية في قوله بأن هذا الحديث لم يرو عن رسول الله ولا هو موجود في كتب الحديث المعروفة ، وفي قوله بأنه ليس له إسناد لا صحيح ولا حسن .
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين